--------------------------------------------------------------------------------
هل مات العالم؟!
هل أصبح الحب ذكرى تمحوها عتابات الزمن؟ أم أن الشوق أضحى مسلوخا على جدار العبث؟!
هل تعب الحب من الركض خلف غبار السعادة، وغيوم الشوق المعطلة من المطر..؟!
"يارب أغثنا..يارب أغثنا"!
كيف يجرؤ ذاك اللسان الناعم اللطيف على نسج حروف التجريح؟!
كيف يتسلط من تعلم ألف باء الحب على من أحب؟!
لماذا يصبح الحب مرهونا بالتحرر والانفتاح، وما سواه تخلف وانغلاق؟!
متى يتحرر القلب من تحرش القلب، وعصابة المكان المشنوق في ذكرى الحب الممتد من شاطىء الوعي إلى رصيف" اللاوعي"؟!
متى يحمل الحب سيفا يحارب به شوق الأقزام وشبح المزيفين؟!
أين فرحة المكان من ذاكرة الزمان؟!
أين الحب؟!
أين الشوق؟!
أين الأمان؟!
كيف تهرب الكلمات من أعلى البئر إلى القاع؟!
لماذا تتساقط أقنعة الظلام في وضح النهار؟!
كيف يعبد القلب الحجر، و رب الحجر موجود؟!
لماذا يتشبث الشوق بأغصان الغابات المحترقة، خوفا من السقوط؟!
كيف يستظل بسعف النخل المشروخ؟! ويشرب رحيق الحنظل؟!
كيف يلهث اثنان خلف قارعة طريق مهجور، يسيران باتجاه الحب، يصعدان تل الشوق، يصرخان من غير صوت:
أين الطريق؟!
أين الطريق؟!
وهما على الطريق..!
يسيران على الطريق المهجور نفسه، المكسور نفسه، فلا يتعثران، ولا يتعبان..!
يسيران مسرعين..مسرعين..
وفجأة :
يتعثران !.
يسيران على أمل الوصول قبل ظلام الجهل بأبجديات الحب الممزقة تحت رايات المستحيل، ويصرخان:
يا إلهي !
هل أصبح الحب من زمن المستحيل؟!
يا إلهي !
هل هذا الشوق المتكىء على عكاز من طين؟!
يذرفان الدموع..
يتلفتان.. يتعانقان !
تحدث المعجزة..!
يا الله !
يا الله !
لم يكونا يعرفان بعضهما رغم سيرهما معا كل هذه المدة..!
لم يكن أحدهما ليلتفت إلى صاحبه لولا أن تعثرا بهذه الصخرة..!
يمسكان بأيدي بعضهما، فيتعانقان، ويتعانقان، ويتعانقان..
أخيرا..
عرفا بعضهما..
قبل فوات الأوان !